اقيم مجلس تابيني بمناسبة الذكرى السنوية الأولى يوم الجمعة 27 محرم الحرام 1444هـ في قاعة المجمع العلوي النجف الأشرف

اقيم مجلس تابيني بمناسبة الذكرى السنوية الأولى يوم الجمعة 27 محرم الحرام 1444هـ في قاعة المجمع العلوي النجف الأشرف
2022/08/30

بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل العالم ‏الرباني فقيه أهل البيت (عليهم السلام) المرجع ‏الكبير السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم قدس سره اقيم مجلس تأتبيني على روحه الطاهرة في قاعدة المجمع ‏العلوي

كلام من نور

من وثق بالله أراه السرور ومن توكل عليه كفاه الأمور (الامام علي عليه السلام)

الاستفتاءات اليومية

ماء الرجل المتبقي في رحم المرأة بعد الجماع إذا نزل عليها أثناء الصلاة ، هل يلزمها إعادة الصلاة والضوء ؟

يجب عليها قطع الصلاة وتطهير الموضع ، ثم تعيد الصلاة بلا حاجة للوضوء ، نعم إذا أمكنها التطهير بسرعة من دون منافاة للصلاة صحَّت صلاتها .

ورد قوله تعالى : ( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً ) [ النساء : 31 ] ، وورد قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ... ) [ النجم : 32 ] . فهل السفور كما نراه اليوم من قبل كثير من النساء من الكبائر ؟ أو من اللمم ؟ وكذلك الغناء هل هو من الكبائر أو من اللمم ؟ أرجو أن تضربوا لنا مثلاً على اللمم .

قد فسر اللمم بتفاسير أظهرها أنه عبارة عن الإلمام بالشيء من دون دوام عليه ، وعليه يكون المراد به في الآية الكريمة مقارفة الكبيرة من دون إقامة عليها ، بل في حالات طارئة مع التراجع والإقلاع . فيكون المراد أن الله سبحانه بواسع رحمته يغفر للمقارف للكبيرة حينئذ ، وليس المراد باللمم الذنوب الصغيرة ، كما في بعض التفاسير . وعلى كل حال الذنوب الصغيرة هي الذنوب التي لم يرد الوعيد عليها بالنار في الكتاب ، ولا في السنة الشريفة ، بل ورد النهي عنها لا غير ، مثل النهي عن حلق اللحية ، نعم الإصرار على الصغائر - بمعنى الإتيان بها مستهوناً بها غير خائف منها ولا وَجِل - من الكبائر . كما أن الغناء من الكبائر ، وأما السفور فيظهر من بعض النصوص أنه من الكبائر للوعيد عليه بالنار ، بل لا ينبغي الإشكال في كونه من الكبائر إذا ابتنى على الإصرار والاستخفاف .

ما هي أهم أسباب استجابة الدعاء ؟

يستفاد من الروايات وجود عِدة عوامل تؤثر في استجابة الدعاء ، نذكر منها : 1 - الأمل بالله ورجاء رحمته ، ومعرفة أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يضرّ وينفع . فقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( يقول اللهُ عزَّ وجل : مَن سألني وهو يعلمُ أني أضرّ وأنفع أستجيب له ) . وعن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) أنه قال : ( قال قومٌ للصادق ( عليه السلام ) : ما بالُنا ندعو فلا يُستجاب لنا ؟ قال ( عليه السلام ) : لأنكم تَدعون من لا تعرفونه ) . 2 - قطع الأمل عمَّا سوى الله سبحانه وتعالى ، فكل من سوى الله عبد محتاج له ، وهو سبحانه القادر على قضاء الحوائج . 3 - حضور القلب والتوجه إلى الله تعالى عند الدعاء ، فقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قوله : ( إن الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساهٍ ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ، ثم تيقَّن بالإجابة ) . 4 - التضرّع والرِّقة حال الدعاء . 5 - البدء بالبسملة ، وحمد الله سبحانه وتعالى ، والثناء عليه ، والصلاة على النبي وآله ( صلوات الله وسلامه عليهم ) . فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا يُردُّ دعاءٌ أوله بسم الله الرحمن الرحيم ) . وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( كل دعاء لا يكون قبله تمجيد فهو أبتر ) . وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( صلاتكم عَلَيَّ إجابة لدعائكم ، وزكاة لأعمالكم ) . وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( لا يزال الدعاء محجوباً عن السماء حتى يُصلَّى على النبي وآله ( عليهم السلام ) ) . 6 - تقديم النبي وآله ( عليهم الصلاة والسلام ) بين يدي حاجة الداعي وتوسيطهم لقضائها ، فعن داود الرقي قال : إني كنت أسمع أبا عبد الله ( عليه السلام ) أكثر ما يلحّ في الدعاء على الله بحق الخمسة ، يعني : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفاطمة ( عليها السلام ) والحسن والحسين ( عليهما السلام ) . 7 - الاجتماع في الدعاء ، فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( ما من مؤمنين خمسة أو ثلاثة اجتمعوا عند أخ لهم ، يأمَنون بوائقه ، ولا يخافون غوائله ، ويرجون ما عنده ، إن دعوا الله أجابهم ، وإن سألوه أعطاهم ، وإن استزادوه زادهم ، وإن سكتوا ابتدأهم ) . وروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه إذا أحزنه أمر دعا النساء والصبيان ، ثم دعا وأمَّنوا ، يعني يقولون : ( آمين ) . 8 - التعميم في الدعاء ، يعني أن لا يخص نفسه بالدعاء ، بل يدعو لنفسه وللمؤمنين عامة ، فيعمّ دعاؤه المؤمنين ، وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( إذا دعا أحدكم فليعمّ ، فإنه أوجب للدعاء ) . وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : ( أسرع دعاء نجحاً للإجابة دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب يبدأ بالدعاء لأخيه ، فيقول له ملَك موكَّل به : آمين ولك مثلاه ) . بل روي عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) قوله : ( إنَّ مَن دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش : ولكَ مائة ألف ضعف ) . 9 - تطييب المكْسَب والمأكل ، حيث روي في الحديث القدسي : ( فمنك الدُّعاء وعليَّ الإجابة ، فلا تُحتجب عني دعوةٌ إلاّ دعوة آكل الحرام ) . 10 - الإصرار والإلحاح ، وتكرار الدعاء . 11 - إرفاق الدعاء بالعمل الصالح ، فيكون صوت الداعي محبوباً عند أهل السماء ، وجاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( الدَّاعي بلا عمل كالرامي بلا وَتَر ) . 12 - يفضَّل أن يكون الداعي على طهارة ، متوجهاً إلى القبلة ، وأن ينتخب الزمان والمكان المناسبين ، كالمساجد والمراقد المشرفة . ولكن هذه المقربات للإجابة لا تعني أن يترك الإنسان الدعاء عند فقد بعضها ، وينتظر أن تتوفر جميعها حتى يدعو ، بل عليه أن يدعو على كل حال ، ويتأمل الإجابة مهما كانت ظروفه . نسأل الله تعالى بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآله الأطهار ( عليهم السلام ) أن يتقبل من المؤمنين صالح أعمالهم ودعائهم بمَنِّه ورحمته ، إنه سميع مجيب .

ارشيف الاخبار